خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 15 من شعبان 1443هـ الموافق 18 / 3 / 2022م
نَبْذُ الْعُنْفِ
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرًا، )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( [آل عمران:102].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
إِخْوَةَ الإِيمَانِ:
إِنَّ مِنْ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الإِسْلَامِيَّةِ حِفْظَ الدِّينِ وَالنَّفْسِ وَالعَقْلِ، وَلَا يَتِمُّ ذَلِكَ إِلَّا بِاتِّبَاعِ مَوَازِينِ الدِّينِ فِيمَا شَرَعَ، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ مِنَ المُنْكَرَاتِ وَالْبِدَعِ، أَلَا وَإِنَّ مِمَّا نَهَى عَنْهُ الإِسْلَامُ نَهْيًا أَكِيدًا، وَأَظْهَرَ بُغْضَهُ وَذَمَّهُ ذَمًّا شَدِيدًا: العُنْفَ فِي أُمُورِ الدِّينِ وَجَوَانِبِ الحَيَاةِ كُلِّهَا، فَهُوَ سَبِيلٌ لِلظُّلْمِ وَالإِجْحَافِ، وَطَرِيقٌ لِلشَّطَطِ وَالِاعْتِسَافِ، يَذْهَبُ بِجُهُودِ الخَيْرِ وَيُبَعْثِرُهَا، وَيَصُدُّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ويُبَغِّضُهَا، )فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ( [آل عمران:159].
فَالعُنْفُ: اسْتِعْمَالٌ لِلْقُوَّةِ المُفْرِطَةِ، وَمُمَارَسَةٌ لِلْقَسْوَةِ المُهْلِكَةِ، لَا يَتَّصِفُ بِهِ إِلَّا جَافٍ شَقِيٌّ، وَلَا يُوقَاهُ إِلَّا بَرٌّ تَقِيٌّ.
وَلَقَدْ تَنَامَى العُنْفُ فِي هَذِهِ الأَزْمِنَةِ وَازْدَادَ ضَرَرُهُ، وَطَارَتْ بِهِ جَمَاعَاتٌ مِنَ البَشَرِ حَتَّى اسْتَعْصَى وَاسْتَفْحَلَ خَطَرُهُ، فَأَضْحَى ظَاهِرَةً تُؤَرِّقُ العَالَمَ وَتُقِضُّ مَضَاجِعَهُ، وَعَادَ كَارِثَةً تُهَدِّدُ الوُجُودَ وَتُثِيرُ مَوَاجِعَهُ، وَلَمْ يَأْتِ هَذَا مِنْ فَرَاغٍ وَلَا مُصَادَفَةٍ، وَإِنَّمَا أَثَارَتْهُ عَوَامِلُ كَامِنَةٌ وَأَسْبَابٌ مُتَرَادِفَةٌ.
أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَسْبَابِ العُنْفِ: ضَعْفَ الوَازِعِ الدِّينِيِّ، وَغِيَابَ الرَّادِعِ الإِيمَانِيِّ، مَعَ الجَهْلِ بِقَوَاعِدِ الدِّينِ وَمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ وَالفَسَادِ العَقَدِيِّ، وَالفَهْمَ الخَاطِئَ لِلدِّينِ الرَّبَّانِيِّ، وَالقُصُورَ فِي مُعَالَجَةِ الأَخْطَاءِ وَفِي تَقْدِيرِ مَآلَاتِ الأُمُورِ، قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: (وَمَنْ تَدَبَّرَ أَحْوَالَ العَالَمِ وَجَدَ كُلَّ صَلَاحٍ فِي الأَرْضِ فَسَبَبُهُ تَوْحِيدُ اللهِ وَعِبَادَتُهُ، وَطَاعَةُ رَسُولِهِ، وَكُلَّ شَرٍّ فِي العَالَمِ وَفِتْنَةٍ وَبَلَاءٍ وَقَحْطٍ وَتَسْلِيطِ عَدُوٍّ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَسَبَبُهُ مُخَالَفَةُ رَسُولِهِ وَالدَّعْوَةُ إِلَى غَيْرِ اللهِ وَرَسُولِهِ).
وَمِنْ أَسْبَابِ العُنْفِ: الْهَوَى المُتَّبَعُ، وَالشُّحُّ الْمُطَاعُ، وَإِعْجَابُ كُلِّ امْرِئٍ بِرَأْيِهِ؛ فَحَالَ ذَلِكَ دُونَ الرُّجُوعِ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ الرَّبَّانِيِّينَ، وَإِلَى ذَوِي الِاخْتِصَاصِ المُتْقِنِينَ؛ لِحَلِّ المُشْكِلَاتِ وَإِزَاحَةِ المُعْضِلَاتِ، فَنَتَجَ مِنْ هَذَا فَسَادٌ عَظِيمٌ، وَاسْتِهْتَارٌ بِالأُمُورِ جَسِيمٌ، وَاتَّبَعَ الأَغْرَارُ كُلَّ نَاعِقٍ دَعِيٍّ، وَأَعْرَضُوا عَنْ كُلِّ نَاصِحٍ سَوِيٍّ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ» [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].
عِبَادَ اللهِ:
وَمِنْ أَسْبَابِ العُنْفِ كَذَلِكَ: سُوءُ تَرْبِيَةِ النَّشْءِ؛ وَإِهْمَالُ وَاجِبِ الرِّعَايَةِ وَالْعِنَايَةِ بِأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا، وَحِمَايَتِهِمْ مِنْ شُرُورِ الأَجْهِزَةِ الحَدِيثَةِ وَالْمَوَاقِفِ الْمُخْتَلِفَةِ؛ لِأَنَّهَا تَعْبَثُ بِعُقُولِهِمْ دُونَ مُرَاقَبَةِ أَوْ مَعْرِفَةِ مَا يُتَابِعُونَ وَمَدَى تَأْثِيرِهِ فِي عُقُولِهِمْ، فَحِينَ تَغِيبُ أَسَالِيبُ التَّرْبِيَةِ الصَّحِيحَةِ؛ فَـتَـتَـرَبَّى نُفُوسُ النَّاشِئَةِ عَلَى التَّعَامُلِ بِالعُنْفِ وَسِيلَةً لِحَلِّ المُشْكِلَاتِ أَوْ لِلتَّخَلُّصِ مِنَ التَّبِعَاتِ، فَيُغَيَّبُ الحِوَارُ الهَادِئُ وَالنِّقَاشُ الهَادِفُ، وَالمُعَالَجَةُ المُثْلَى بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَقَدْ أَمَرَنَا الشَّرْعُ بِالرِّفْقِ حَتَّى مَعَ المُخَالِفِينَ؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. قَالَ: وَعَلَيْكُمْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ أَوِ الْفُحْشَ. قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ» [رَوَاهُ البُخَارِيُّ].
وَمِنْهَا أَيْضًا: رُفْقَةُ السُّوءِ بِمُصَاحَبَةِ أَهْلِ العُنْفِ وَالقَسْوَةِ، الَّتِي تَحْمِلُ عَلَى التَّشَدُّدِ وَالْجَفْوَةِ، وَالتَّطَبُّعِ بِأَخْلَاقِ الرُّفَقَاءِ، وَالتَّزَيِّي بِزِيِّ الْقُرَنَاءِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
عِبَادَ اللهِ:
قَدْ يَبْلُغُ الْعُنْفُ بِالإِنْسَانِ مَدَاهُ حَتَّى يَدْفَعَهُ إِلَى ارْتِكَابِ فِعْلٍ مِنْ أَعْظَمِ الْمُوبِقَاتِ أَلَا وَهُوَ الْقَتْلُ، فَيُزْهِقُ صَاحِبُ الْعُنْفِ أَرْوَاحًا مَعْصُومَةً، وَيَقْتُلُ أَنْفُسًا بَرِيئَةً؛ بِدَافِعِ الطَّيْشِ وَالْقَسْوَةِ وَعَدَمِ الِاكْتِرَاثِ بِمَآلَاتِ الأُمُورِ وَنَتَائِجِهَا.
وَلَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَزْمِنَةٍ يَكْثُرُ فِيهَا الهَرْجُ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْقَتْلُ الْقَتْلُ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ]، وَهَذَا مَا قَدْ رَأَيْنَاهُ وَاقِعاً فِي حَيَاةِ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ – وَالْعِيَاذُ بِاللهِ- فَلَقَدْ رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا وَقَرَأْنَا انْتِشَارَ مِثْلِ هَذِهِ الظَّاهِرَةِ الْخَطِيرَةِ أَلَا وَهِيَ الْقَتْلُ وَالِاقْتِتَالُ وَسَفْكُ الدِّمَاءِ بِدُونِ حَقٍّ، فَلَرُبَّمَا قَتَلَ الْجَارُ جَارَهُ لِأَتْفَهِ الأَسْبَابِ، وَلَرُبَّمَا قَتَلَ الأَبُ ابْنَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَمْتَثِلْ أَوَامِرَهُ، وَالابْنُ أَبَاهُ- وَالْعِيَاذُ بِاللهِ - وَلَرُبَّمَا قَتَلَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَلَى قِطْعَةٍ مِنَ الأَرْضِ أَوْ حِفْنَةٍ مِنْ مَالٍ أَوْ قَلِيلٍ مِنْ مَتَاعٍ، وَغَيْرُهَا كَثِيرٌ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
لَقَدْ أَكَّدَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ الْمَشْهُورَةِ حُرْمَةَ سَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ؛ فَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
فَلَا يَحِلُّ سَفْكُ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَإِهْرَاقُهُ بِغَيْرِ إِذْنٍ شَرْعِيٍّ، وَلَا التَّسَبُّبُ فِي ذَلِكَ، بَلْ إِنَّ دَمَ الْمُسْلِمِ مِنْ أَعْظَمِ وَأَجَلِّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُصَانَ وَيُحْفَظَ، وَتَعْظِيماً لِأَمْرِ قَتْلِ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ؛ قَالَ تَعَالَى: )وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ( [الأنعام:151]. وَقَالَ تَعَالَى: )وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا( [النساء:93]، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ [أَيِ: الْمُهْلِكَاتِ]، وَذَكَرَ مِنْهَا: قَتْلَ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْـمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْـمُسْلِمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة